دروس فی علم الاصول: الحلقه الاولی و الحلقه الثانیه فی اسلوبها الثانی
کد محصول (569708)
کتاب "دروس فی علم الاصول"
الحلقة الاولی و الحلقة الثانیة فی اسلوبها الثانی
الشیخ باقر الایروانی
اطلاعات بیشتر
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه و أفضل بريته محمد وعلى آله الأطهار.
طلب مني أن أكتب في علم الأصول على غرار ما كتبته في الفقه وكنت أرفض ذلك وأعلل بأني لو أردت أن أكتب فلا أستطيع أن أتي بشيء أحسن من الحلقات التي كتبها السيد الشهيد لك ، غير أنه قبل فترة ليست بالبعيدة زارني بعض الأخوة ممن له إشراف على شريحة من المدارس وذكر أنه يواجه مشكلة حقيقية في تحصيل مدرسين لكتاب الحلقات نتيجة صعوبة السيطرة على ألفاظه وأسلوبه، ووعدته أن أنظر في الأمر، وتوصلت إلى أن الجمع بين الحقين يقتضي المحافظة على كتاب الحلقات - من حيث المضمون والمنهجة - مع إدخال بعض التعديلات عليه.
وكنت أظن أن تبديل بعض الألفاظ بأخرى يحل المشكلة ولكني لاحظت أن هذا لا يغني ولا يسمن من جوع لاسيما في الحلقة الأولى فلذلك حاولت ما يلي:
1. اختصار بعض الموضوعات، فألفاظ بعض الأبحاث أزيد من المعاني - وهذا كما نعرف شيء مرغوب عنه في الكتاب الدرسي وربما عرض ملك موضوعاً في سبع صفحات مثلاً فقمنا باختصاره في صفحة واحدة من قبيل ما ذكره في الحلقة الأولى تحت عنوان «جواز عملية الاستنباط».
2.حذف بعض الموضوعات، فقد لاحظنا أحياناً حصول تكرار الموضوع واحد في حلقتين بمستوى واحد والحال أن المناسب الإحالة على ما سبق كما يلاحظ ذلك في تقسيم الدلالة إلى تصورية وتصديقية أولى وثانية، فإنه في الحلقة الثانية أحسن حالاً منه في الحلقة الأولى فحاولنا التصرف من هذه الناحية إما في الحلقة المتقدمة أو في المتأخرة.
وربما لاحظنا في بعض الموارد حصول تكرار ممل لموضوع واحد، فقمنا بحذف التكرار بالكامل والاكتفاء بالإشارة كما صنعنا ذلك في الحلقة الثانية فحذفنا ما ذكره في أربع صفحات تقريباً تحت عنوان تحديد المنهج في الأدلة والأصول، وما بعده إلى عنوان «الأدلة المحرزة» واقتصرنا على ذكر المهم منه في نصف صفحة.
3. التبرع في بعض الأبحاث بإضافة شيء وعلى سبيل المثال ذكر تلك في آخر الحلقة الأولى تحت عنوان (التعارض بين النوعين) بحثاً في صفحة أو أكثر يرتبط بتقديم الدليل المحرز على الأصل العملي، وفي ثنايا ذلك ذكر أن الدليل المحرز إذا كان قطعياً فلا مجال لجريان الأصل، ولا تتحقق المعارضة لارتفاع موضوع الأصل، ونحن أضفنا: وهو ما يصطلح عليه بالورود لكون الرفع فيه حقيقياً.
4. تغيير بعض التعابير، فإنها في الغالب - كما هو الطابع العام في تعابير السيد الشهيد قدس سره من الممتنع فحاولنا أن تكون من السهل الممتنع.
وبعضها ربما يتلائم مع كتابة المقال أكثر فحاولنا العكس فتكون أقرب إلى الكتاب الدرسي. بل أظن أنا لسنا بعيدين عن الصواب إذا قلنا إن تعابير السيد الشهيد في الغالب يحتاج هضمها إلى شخص عاش أجواء تلك التعابير وأجواء تلك المدرسة ولو بالواسطة، ومن هنا قمنا بتذليل العقبة من هذه الناحية أيضاً.
5. إعطاء مجال أكبر للأستاذ، فإن المطلب الدقيق إذا كان مضغوطاً في عبارة مختصرة حوزوية لينة - وطبيعي ليس فيها لف ودوران بالضمائر ونحوها - يعطي فرصة أكبر للأستاذ أمام تلاميذه في تبيان المطلب وفي التطبيق على العبارة. ولأجل كل هذا وذاك صح لنا تسمية هذا الكتاب بالحلقة الأولى في أسلوبها الثاني.
ولعل لمس ما ذكرناه بوضوح يحتاج إلى ملاحظة الاثنين معاً، أي الحلقة الأصلية والحلقة في
أسلوبها الثاني والمقارنة بينهما.
وننصح إخواننا وأعزتنا ممن يريد تدريس الحلقة القديمة أو الجديدة بمراجعة الموضوع الواحد في بقية الحلقات إذا كان له وجود فيها بل يراجع ما يرتبط به تحت العناوين الأخرى كي يكون أشد سيطرة على الموضوع.
وفي الختام لا أنسى أن الهفوة بل الهفوات إذا لوحظت في الكتاب فالإرشاد إليها لتصلح في الطبعات الأخرى إن شاء الله تعالى هو من مصاديق قاعدة التعاون على البر والتقوى، بل ومن مصاديق التأليف الجماعي.
أسأله تعالى أن يصلح نوايانا وأهدافنا ويجعلها خالصة من الشوب بغير رضاه وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
باقر الإيرواني : 3 ٫ شوال ٫ 1433 هـ